شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

الوهم الغربي الأحمق – أبو يعرب المرزوقي

الوهم الغربي الأحمق – أبو يعرب المرزوقي
لما أنشأ الغرب إسرائيل كان يريد ضرب عصفورين بحجر:

لما أنشأ الغرب إسرائيل كان يريد ضرب عصفورين بحجر:

1-التخلص من عقدتين هما العنصرية ضد كل ما ليس بآري ومنهم اليهود بإجلائهم عن أوروبا وتعويض اليهود عن ذروة هذه العنصرية في ما بلغت إليه النازية التي هي ليست غريبة عن الغرب لأنها طبقت في أمريكا وفي استراليا.

2-وبناء راس جسر في منطقتنا لمنعها من الوحدة التي هي شرط استرجاع القوة الحامية والراعية مع ما يترتب على ذلك من حمق يدل على عدم فهم قوانين التاريخ.

فما هو هذا الحمق؟ إنه متمثل في ما تصوروه ضربا لعصفورين بحجر:

1-فأولا قد يكونوا تخلصوا من الحضور المادي لليهود بتهجيرهم إلى فلسطين. لكن سلطان اليهود عليهم ازداد لأنهم يسيطرون على كل نخبهم وعلى عقولهم ويطالبونهم بمقابل للوظيفة التي كلفوهم بها.

2-توهم إسرائيل خادمة لهم وقادرة على منع عودة المسلمين والعرب للتاريخ من أدلة الغباء. فهذه العودة لم تبق مجرد حلم ثقافي وحضاري وحنين إلى ماض ذهبي بل هم بخلق إسرائيل جعلوها مسألة بقاء: ومعنى ذلك أن إسرائيل تمثل بالنسبة إلى شعوب المنطقة خاصة وإلى المسلمين عامة دور المهماز للجواد الذي يخرجه من نومه ويدفع به إلى النهوض السريع.

وطبعا إسرائيل والغرب اكتشفوا هذه الحقيقة. اكتشفوا أنه لا يمكن لإسرائيل حتى بالسلاح النووي والضمانة الغربية أن تبقى قادرة على مناطحة شعب تعداده نصف مليار وأمة تعدادها مليار ونصف ليس عسكريا فحسب بل وكذلك في اسرار القوة أعني العلوم والتقنيات لأن عدد طلبتهم فحسب يفوق بمرات عدد كل يهود العالم. لذلك مروا إلى الخطة الثانية: الحرب اللطيفة من جنس ما أوصلهم إلى السلطان على النخب الغربية كلها.

وهذه الحرب الثانية هي الجارية حاليا خاصة بعد أن تلاقى الفعلان الثوريان في لحظتنا الراهنة:

1-فعل التحرر من انحطاطنا الذاتي بتحرير قيم الإسلام مما تردت إليه من انحطاط جلعها بيد من يخلطون بين قيم الجاهلية جهلا وجهالة وقيم الإسلام علما وحلما.

2-فعل التحرر من الانحطاط المستورد بتحرير قيم الحداثة مما تردت إليه من انحطاط جعلها بيد المستعمرين ذهنيا الذين يخلطون بين قيم الحداثة تحريرا وتنويرا وقيم الاستعمار استعبادا وتجهيلا.

لذلك فرغم بشاعة ما حاوله الساسة الحمقى من الغربيين في عهد الاستعمار بإنشاء مستعمرة إسرائيل فإن ذلك في النهاية أفاد الأمة من حيث لا يقصدون بأن جعل مسألة العودة إلى التاريخ الكوني بقيم أصيلة تتأسس عليها القيم الحديثة مسألة بقاء ووجود وليست مجرد حنين لماضي لا ينبغي أن نقدس فيه إلا قيمه وطموحة الكوني لتحرير الإنسان في كل مكان لأن هذه الأمة ذات رسالة شاهدة على العالمين.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023