شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

تنديد عربي محدود.. وقلق دولي تجاه انتهاكات الأقصى

تنديد عربي محدود.. وقلق دولي تجاه انتهاكات الأقصى
تشهد مدينة القدس في الفترة الأخيرة تطورات خطيرة متصاعدة جراء استمرار الانتهاكات الصهيونية تجاه المسجد...

تشهد مدينة القدس في الفترة الأخيرة تطورات خطيرة متصاعدة جراء استمرار الانتهاكات الصهيونية تجاه المسجد الأقصى، بينما ظل التحرك الدولي والعربي دون مستوى الحدث، فأقصى ما اكتفى به حكماء بعض الدول العربية هو التنديد والاستنكار، بينما فضل آخرون الصمت، كأن شيئًا لم يحدث، أما قادة الدول الأوروبية فاكتفوا بشعورهم "بالقلق البالغ" تجاه الأحداث الملتهبة في المدينة المقدسة.

ففى بلاد المغرب أعلن سفير المغرب ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، محمد سعد العلمي، أن لجنة القدس، التي يترأسها المغرب، ستجتمع الأربعاء المقبل، على المستوى الوزاري، في مدينة الرباط؛ لبحث  العدوان "الصهيوني" بحق المسجد الأقصى.

وأوضح العلمي، في تصريح صحفي له: أن “اللجنة ستبحث خطة تحرك عاجلة من أجل إيقاف الانتهاكات والاعتداءات "الصهيونية" المتكررة على المدينة المقدسة خاصة المسجد الأقصى”.

وفي تصريحه أضاف أن الاجتماع “سيبحث أيضًا السياسات الاستيطانية، ومحاولة تهويد المدينة التي تمارسها "دولة الاحتلال" في تحد سافر للشرعية الدولية ولكل الأمة الإسلامية، والقرارات الصادرة عن الأمم المتحدة”.

وأكد العلمي أن "دولة الاحتلال" “تعادي جميع دول العالم بهذه التصرفات التي تمارسها في القدس”، مشددًا على أنه “لا يوجد أحد يؤيدها فيما تقوم به من أمور همجية وانتهاكات أصبحت يومية، وآخرها إغلاق المسجد الأقصى عدة مرات أمام المصلين”.

ومضى قائلاً: إن هذه القضية “تهم الجميع بلا استثناء”، داعيًا لـ”ضرورة التحرك على أعلى المستويات، خاصة من قبل منظمة التعاون الإسلامي، وجامعة الدول العربية، لوقف هذه الاقتحامات التي ينفذها المستوطنون في باحات ومرافق المسجد الأقصى، بحماية مشددة من عناصر الوحدات الخاصة في شرطة الاحتلال "الصهيوني"”.

ومن جهته قال رئيس الوزراء الأردني، عبد الله النسور، إن ما يجري في مدينة القدس المحتلة، من انتهاكات واعتداءات على المقدسات الإسلامية ليس عملاً فرديًا وإنما خطة حكومية صهيونية تهدف إلى تغيير الحقائق على الأرض.

وأضاف النسور خلال مؤتمر صحفي في دار رئاسة الوزراء الأردنية الأحد (9-11) أن الأردن ستتخذ إجراءات "متسلسلة" ضد الانتهاكات الصهيونية على المسجد الأقصى.

وأكد أنه لن يتم إلغاء معاهدة وادي عربة الموقعة بين الكيان والأردن في الوقت الحالي.

وكانت الحكومة الأردنية استدعت سفيرها في "تل أبيب" للتشاور يوم الأربعاء الماضي (5-11)، وذلك احتجاجًا على الانتهاكات الصهيونية المتزايدة والمتكررة بحق المسجد الأقصى والقدس.

وباشرت حينها البعثة الأردنية لدى الأمم المتحدة اتخاذ الإجراءات الدبلوماسية اللازمة لتقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي، بالاعتداءات الصهيونية، كون الأردن صاحبة الوصاية على المقدسات الإسلامية في فلسطين المحتلة.

وفى لبنان أدان 'التجمع الوطني الديمقراطي'، في بيان اليوم، جرائم الاحتلال "الصهيوني" بحق المسجد الأقصى والمقدسات.

إلى ذلك، أقيمت وقفة تضامنية أمام مسجد الإمام علي بن أبي طالب في الطريق الجديدة في بيروت، تحت شعار 'من القدس إلى غزة… فلسطين أرض العزة'، بدعوة من "الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة"، وتضامنًا مع القدس والأقصى.

وجاء في بيان الحملة: "إن تصاعد جرائم الاحتلال "الصهيوني" ضد أبناء القدس وعموم فلسطين، ومحاولات الاقتحام المستمرة للحرم القدسي الشريف، ومنع الصلاة في المسجد الأقصى المبارك، يشكل انتهاكًا لكل القيم الإنسانية والمواثيق الدولية، وتطاولًا على المقدسات والحقوق".

ودعا البيان، القوى الحية في الأمة، والقوى الحرة في العالم، لكي تملأ العواصم والمدن والبلدات في وطننا الكبير وسائر المعمورة بوقفات التضامن مع القدس وفلسطين، وبالتنديد بجرائم الاحتلال وعدوانه.

كما دعا إلى قمة إسلامية باسم "قمة القدس"؛ تتم خلالها مصالحة عربية وإسلامية شاملة، تطفئ كل الحرائق المشتعلة في أقطار الأمة؛ "فالقدس تستحق أن يتنازل الجميع للجميع من أجلها".

وفى تركيا أكد رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، أهمية ومكانة المسجد الأقصى لدى المسلمين جميعًا، معتبرًا المسجد الأقصى شرف لجميع المسلمين، بل وشرف للإنسانية بأسرها، ما يفرض الحماية والدفاع عن هذا الشرف.

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها رئيس الحكومة التركية، مساء السبت، في فعالية أقامها فرع حزب العدالة والتنمية الحاكم، في إحدى المناطق بمدينة إسطنبول، والتي أوضح فيها أنه تابع تطورات العدوان "الصهيوني" الأخير على الأقصى، من خلال الاتصال الهاتفي بكل من الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ورئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، خالد مشعل.

وانتقد رئيس الوزراء التركي، صمت البعض حيال ما يتعرض له المسجد الأقصى حاليًا، مشيرًا إلى أن الصامتين في هذه الأيام – حيال ذلك العدوان – لم يكونوا متواجدين في تلك الجلسة التي اعترفت بدولة فلسطين، مضيفًا: "لقد ألقيت خلال الجلسة كلمة باسم 77 مليون تركيًا يحملون داخل قلوبهم عشقًا دفينًا تجاه الأقصى".

فيما ناشد وزير الخارجية البريطاني، فيليب هامون، كافة الأطراف المعنية تهدئة الأوضاع في القدس، معربًا عن قلقه البالغ حيال ارتفاع حدة التوتر في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وفي ألمانيا، قال كريستيان فيرتز – نائب الناطق باسم الحكومة – أن برلين تتابع بقلق بالغ تطورات الأوضاع في القدس، مؤكدًا دعمها وجود دولة فلسطينية مستقلة ديمقراطية تقيم علاقات مبنية على الأمن والسلام مع كل جيرانها بما في ذلك "دولة الاحتلال".

أما شعوب بعض الدول العربية والإسلامية فقامت بتنظيم فعاليات منددة بالانتهاكات المتصاعدة تجاه المسجد الأقصى المبارك، مطالبين بضرورة اتخاذ موقف حازم تجاه تلك التصعيدات، حيث شارك المئات من الفلسطينيين في قطاع غزة، الأحد، في مسيرة دعت إليها القوى والفصائل الفلسطينية، نصرةً للمسجد الأقصى، ورفضًا للاعتداءات "الصهيونية" عليه.

وندد المشاركون بالاعتداءات "الصهيونية" على المسجد الأقصى، واقتحامات المستوطنين المتكررة، مطالبين العالمين العربي والإسلامي بالتحرك لوقف السياسيات "الصهيونية" تجاه الأقصى.

ورفع المشاركون في المسيرة لافتات كُتب على بعضها “أرواحنا فداك يا أقصى”، “القدس تنزف يا أمة المليار”، ورددوا هتافات نصرةً للأقصى من بينها “لبيك يا أقصى”، “يا قدس إنّا قادمون”.

وفي موريتانيا، تظاهر الآلاف من سكان العاصمة نواكشوط، الجمعة، لنصرة الأقصى ودعمه في وجه الاعتداءات التي يتعرض لها من طرف المستوطنين.

وشارك في المسيرة الآلاف من المتظاهرين، الذين رددوا شعارات تدعوا حكام العرب إلى اتخاذ مواقف ”شجاعة وقوية” ضد الاعتداءات التي يتعرض لها الأقصى، ودعا العلامة الشيخ محمد الحسن ولد الددو الشعب الموريتاني إلى النفير من أجل حماية الأقصى، محذرًا من التقاعس عن نصرته. وكان مفتي البلاد، أحمدو ولد لمرابط، ندد في خطبة الجمعة، بهذه الاعتداءات، داعيًا المسلمين في بقاع العالم إلى إنكارها.

وفي بيروت نظم العشرات من اللاجئين الفلسطينيين في أحد مخيماتهم في العاصمة اللبنانية بيروت وقفة تضامنية مع الأقصى، مؤكدين أنهم يتمنون الدفاع عنه والموت على أعتابه. وشهد الأردن بعد صلاة الجمعة عددًا من المسيرات والوقفات الاحتجاجية تضامنًا مع الأقصى، وللترحيب باستدعاء حكومة عمان سفيرها في تل أبيب، ومطالبتها باتخاذ المزيد من الإجراءات التصعيدية لحماية المقدسات، وطالبتها بطرد السفير "الصهيوني" من عمان، كما طالبت بإنهاء معاهدة السلام الأردنية "الصهيونية".

وفي وسط العاصمة عمان، نظمت جماعة الإخوان المسلمين مسيرة طافت شوارع المدينة القديمة شارك فيها الآلاف، تنديدا بـ”الانتهاكات الصهيونية” بحق المقدسات الإسلامية، وحذر المتحدث باسم الجماعة زكي بني أرشيد من مخاطر ما أسماها ”المؤامرات الصهيونية” على المقدسات في القدس، داعيًا المسلمين إلى النهوض لحماية ثالث الحرمين الشريفين بكل ما يستطيعون من قوة.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023