أعلن مرسوم رئاسي تلي عبر الإذاعة الرسمية لإفريقيا الوسطى، التشكيلة الحكومية الجديدة، والمكوّنة من 23 وزيرًا بينهم 4 مسلمين، وهم موكادا النور وزيرًا للتعليم، وياريما يوسوفا موندجو، وزيرًا للثروة الحيوانية، وعبدولاي موسى وزيرًا للوظيفة العمومية، وكومي حسن وزيرًا للتجارة.
وأشارت وكالات أنباء، اليوم الثلاثاء، إلى أن الحكومة الجديدة ضمّت 3 من المرشحين الخاسرين في الدور الأول من الانتخابات الرئاسية، والذين دعموا ترشّح تواديرا المنتخب في الدور الثاني للاقتراع المنتظم في 14 فبراير الماضي، وهم: جون سيرج بوكاسا وزيرا للداخلية والأمن العام، وجوزيف ياكيتي وزيرًا للدفاع، وتشارلز أرميل دوبان على رأس وزارة الشؤون الخارجية والتكامل الإفريقي.
أكد مسلمو إفريقيا الوسطى أن “العبرة بالأفعال وليس بالأشخاص”، تعقيبا على التشكيلة الحكومية الجديدة، والمتألّفة من 23 وزيرا، بينهم 4 مسلمين، التي أعلنت، أمس الاثنين.
وقال الإمام يوسو نامغينا، ممثّل الأقلية المسلمة في إفريقيا الوسطى، اليوم الثلاثاء، للأناضول، أنّ الكفاءة هي المعيار الوحيد الذي يتّخذه مسلمو البلاد بعين الاعتبار في هذا الصدد، مضيفا: “بالنسبة لنا، لا مجال للحديث عن مسيحي أو مسلم، بل المهمّ أن يقع اختيار الأشخاص اعتمادا على كفاءتهم”.
وتابع: “صحيح أنّ بعض مسلمي البلاد أوصوا الرئيس فوستن تواديرا بتعيين شخصية مسلمة من اختياره صلب حكومته، لكن، في النهاية، ما يهمّ هي الأفعال المستقبلية لهذه الحكومة”.
وتشهد جمهورية أفريقيا الوسطى منذ عدة أشهر عمليات وصفت بـ”التطهير الديني” ضد المسلمين على أيدي ميليشيات مسيحية، أدت إلى مقتل المئات ونزوح الآلاف خوفا من عمليات القتل العشوائية، الأمر الذي استدعى إرسال فرنسا قوات -اتهمت فيما بعد بالانحياز ضد المسلمين- لمساعدة قوات حفظ السلام الأفريقية، وسط تنديد واسع من المنظمات الدولية.
ويشكل المسلمون نحو 15٪ من سكان جمهورية أفريقيا الوسطى، مما يجعلها ثاني أكبر ديانة في البلاد بعد المسيحية التي يدين بها نصف السكان “25% بروتستانت و25% كاثوليك”، أما بقية السكان فإنهم يدينون بديانات محلية، ويعيش معظم مسلمي أفريقيا الوسطى في الشمال بالقرب من الحدود مع تشاد المسلمة، حيث خرج من بينهم ميشال دجوتوديا كأول رئيس مسلم للبلاد وأنصاره المقاتلون في تحالف سيليكا.
وتدهورت الأوضاع الأمنية في جمهورية أفريقيا الوسطى منذ الانقلاب الذي قاده ميشال دجوتوديا وائتلاف سيليكا المتمرد وأطاح بالرئيس فرانسوا بوزيزيه في مارس 2013.
وبدأت الخلافات تصيب نظام الرئيس المسلم، بعد شكوى المعارضة من تهميشها، وفشل الحكومة في السيطرة على الأمن في البلاد، لتبدأ حالة فوضى غير مسبوقة قُتل على إثرها المسلمون بطريقة عشوائية على أيدي الميليشيات المسيحية، إلى أن اضطر دجوتوديا للتنحي بضغط من رؤساء دول وسط أفريقيا في مطلع يناير الماضي، ومنذ تنحي دجوتوديا غرقت البلاد في دوامة من العنف الطائفي والأعمال الانتقامية التي تشنها الميليشيات المسيحية ضد مسلحي سيليكا والمدنيين المسلمين.
وأدى انسحاب مسلحي سيليكا من مدينة بودا “شمال غرب” في 29 يناير الماضي إلى موجة عنف غير مسبوقة أسفرت عن مقتل 84 شخصا بينهم مسلمون ومسيحيون، بحسب الصليب الأحمر المحلي.
وأدت أعمال العنف الطائفية إلى نزوح ربع سكان البلاد -البالغ عددهم 4.6 ملايين نسمة- عن مناطقهم خوفا من الهجمات الانتقامية التي أودت بحياة ما لا يقل عن ألفي شخص، وفر عشرات الآلاف من المسلمين النازحين إلى دولتي الكاميرون وتشاد المجاورتين.
ومع اتساع نطاق نزوح المسلمين، أعلن مدير الطوارئ في منظمة “هيومان رايتس ووتش” بيتر بوكارت أنها مسألة أيام وسيغادر جميع المسلمين أفريقيا الوسطى فرارًا من العنف، مضيفا “توجد أحياء كاملة ذهب سكانها من المسلمين بالكامل، ويتم هدم منازلهم بصورة ممنهجة، حيث يتم نزع الأبواب والنوافذ والأسقف، وتوجد أدلة على محو وجودهم بالكامل”.







