شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

كيف خدع عدنان إبراهيم جمهوره (1)

كيف خدع عدنان إبراهيم جمهوره (1)
سوف نطرح بعض النقاط بحسب ما يسمح به الوقت لتسليط الضوء على مغالطات كارثية لعدنان إبراهيم، تدل على كونه غير مؤهّل علميّا للبتّ في الكثير من القضايا التي يبتّ بها والتي تخالف ما جاءت به قطعيات الشرع وأجمعت عليه الأمة.

سوف نطرح بعض النقاط بحسب ما يسمح به الوقت لتسليط الضوء على مغالطات كارثية لعدنان إبراهيم، تدل على كونه غير مؤهّل علميّا للبتّ في الكثير من القضايا التي يبتّ بها والتي تخالف ما جاءت به قطعيات الشرع وأجمعت عليه الأمة.

في إحدى خطبه عن حدّ الرجم (الرابط في التعليق الأول) يقول عدنان ما ملخّصه أنّ الآية من سورة النساء :”فإنْ أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب” [النساء: 25]، هي دليل على أنّ عقوبة الزنا للبكر والمتزوجة هي مائة جلدة؛ لأنّ العقوبة على الإماء اللاتي يزنين كما تقول الآية هي نصف ما على المحصَنات (وفسّرها بالمتزوّجات) ولا يمكن تنصيف الرجم، ومن ثم دلّ ذلك – كما يزعم – على أنّ عقوبة المتزوجات (المحصَنات) هي مائة جلدة!

يسرد عدنان رأيه هذا بثقة وحماسة مبيّنا “بالعقل” كيف أنّ الأمر واضح وسهل، ولكنه غفل عن أمور تهدم عليه هذا الفهم، وتضعه في موقف محرج أمام متابعيه، الذين يحسبونه على فهم عظيم للغة والقرآن، ألخصها في هذه النقاط:

– الآية كاملة من سورة النساء هي: “ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات والله أعلم بإيمانكم بعضكم من بعض فانكحوهن بإذن أهلهن وآتوهن أجورهن بالمعروف محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان فإذا أحصن فإنْ أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب ذلك لمن خشي العنت منكم وأن تصبروا خير لكم والله غفور رحيم”. ومعنى المحصَنات في بدايتها واضح: الحرائر من غير المتزوجات؛ فلا يمكن أن نتصوّر بأنّ أحدا ما “سينكح المتزوجات”! ومن ثم يكون المقصود بالمحصنات في الآية كلها أي الحرائر غير المتزوجات، ويكون نصف ما عليهن من العذاب متّسقا ولا يتناقض مع فرض حكم الرجم على المتزوجين والمتزوجات.

– المحصنة في اللغة ليست المتزوجة فقط كما يتوهّم عدنان، وإنما يُطلق أيضا على الحرّة غير المتزوجة، يقول الإمام القرطبي في تفسير الآية: “ويعني بالمحصنات ها هنا الأبكار الحرائر، لِأنّ الثيّب عليها الرّجْمُ، والرّجْمُ لا يتبعّض، وإنما قيل للبكْر مُحصَنة وإن لم تكن متزوّجة، لأنّ الإحصان يكون بِها، كما يُقال: أُضْحِيَةٌ قبل أن يُضَحّى بها، وكما يُقال للبقرة: مُثيرة قبل أَن تُثير”.

– ومن الأدلة على أنّ المحصنة ليست متزوجة بالضرورة ما جاء في قوله تعالى في سورة المائدة: “اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم…”. وسياق الآية واضح في أنهن الحرائر الأبكار وليس المتزوجات.

– ومن الأدلة كذلك قوله تعالى في سورة الأنبياء عن مريم بنت عمران رضي الله عنها: “والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين”.

فكيف يُغفل عدنان كل هذه الآيات البيّنات الواضحات في معنى المحصنات ويبني كلامه على مغالطة مثل هذه؟!
هذا ممّا يدل على أنّ الواجب عند سماع أي خطاب، عدنان وغيره، هو تمحيصه بالأدوات العلمية، لا الانخداع ببعض المقولات الصحيحة في نقد الظواهر السلبية والتجديد في مضامين وأسلوب الخطاب، ثم التسليم لهذا المفكر أو غيره بما يقوله.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023