شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«ميدل إيست أي» تكشف أسباب خشية العمالة المصرية بقطر من العودة للقاهرة

«ميدل إيست أي» تكشف أسباب خشية العمالة المصرية بقطر من العودة للقاهرة
«يجب أن يفهم المصريون أن ما يُقال في البيانات الرسمية شيء وما يحدث في مجال العمل شيء آخر؛ فعلى سبيل المثال، لا زالت هناك مائتا شركة قطرية تعمل في مصر وتقدّم آلاف فرص العمل؛ بينما انسحبت الشركات التابعة للدول الحليفة لمصر من

قالت صحيفة «ميدل إيست أي» البريطانية إن عددًا كبيرًا من العاملين المصريين في قطر رفضوا العودة إلى مصر لقضاء الأعياد؛ خوفًا من عجزهم عن الرجوع إلى عملهم مرة أخرى.

وتضيف الصحيفة أن المغتربين في قطر رفضوا العودة إلى مصر بسبب غياب فرص عمل جيدة ومرتبات تكفيهم، بجانب تردي الأوضاع الاقتصادية والسياسية.

وانضمت مصر إلى السعودية والإمارات في هجمتهما على قطر، متهمين إياها بدعم الجماعات الإرهابية، خاصة جماعة الإخوان المسلمين التي قمعتها السلطة المصرية، وسافر عديدون منها إلى الدوحة واستمروا في معارضتهم لعبدالفتاح السيسي. 

وتُقدّر العمالة المصرية في قطر بقرابة 300 ألف شخص، لجؤوا إلى السفر والعمل في الخارج هربًا من الأحوال الاقتصادية السيئة في مصر، بجانب تقديم الدوحة مناخًا معيشيًا وحرية سياسية كبرى.

شكوك العودة إلى الوطن

وبعد قرار مصر قطع علاقاتها مع قطر، قالت الحكومة المصرية على لسان محمد سعفان، وزير القوى العاملة، إن هذا القرار لن يؤثر على العمالة المصرية التي تعيش في قطر.

وأوضح في حديثه لوسائل إعلام مصرية أن السوق القطري لن يتحمل رحيل العمالة المصرية وإلا فسينهار، ورحبّ بالمصريين الذين يقررون العودة إلى وطنهم. بينما أكّدت نبيلة مكرم، وزيرة شؤون الهجرة، أن القاهرة يمكنها توفير فرص عمل للعائدين، وسرعان ما لاقت هذه التصريحات ترحيبًا من المصريين؛ لكنهم رؤوا أنها غير صحيحة وغير واقعية.

وقال عامل مصري بمطعم في قطر، يُدعى «سعيد»، إنه يتمنى صحة هذه التصريحات، مضيفًا أنه إذا توفّر عمل محترم ودخل إنساني سيعود مع أسرته إلى مصر.

بينما قال «محمد»، الذي يعمل مهندس كومبيوتر، إن إعطاء وظائف لكل العائدين في حال عودتهم إلى الدولة أمر غير واقعي، مضيفًا في حديثه لصحيفة «ميدل إيست أي» أنه تصريح اعتيادي من المسؤولين المصرين في أوقات الأزمات.

أوضح «محمد» أن معظم العمالة المصرية في قطر ليست رخيصة؛ وبالتالي لا يمكن للحكومة تعويضهم بوظائف مماثلة.

تضيف الصحيفة أن الواقع يلفت إلى حاجة مصر إلى أموال المغتربين؛ ففي عام 2016 بلغت تحويلات المصريين في الخارج قرابة مليار دولار، ويشغل غالبية المصريين في قطر وظائف في المعاهد الأكاديمية والشركات المتعددة الجنسيات والحكومة.

على الرغم من أنه لم يُبلغ عن حالات شبيهة، انتشر القلق بين المصريين؛ خوفًا من إنهاء تعاقداتهم في قطر أو تعرّضهم إلى مضايقات من الأمن المصري أثناء عودتهم واتهامهم بروابط مع الإخوان المسلمين.

الإعلام المصري وزيادة الأوضاع سوءًا

اتّخذت وسائل الإعلام المصرية نهجًا عدوانيًا تجاه قطر، واحتفلوا بمقاطعتها. ففي تعليقها على الأزمة، قالت صحيفة «اليوم السابع»، الموالية للحكومة ويملكها رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة، في عنوان لها: «نهاية أمير الإرهاب» مصحوبة بصورة للأمير القطري تميم بن حمد آل ثاني.

وقبل الأزمة، دعا خالد صلاح، رئيس تحرير اليوم السابع، إلى اتّخاذ خطوات عسكرية ضد قطر. بينما قال الإعلامي وائل الإبراشي في برنامجه «العاشرة مساءً» إن «الكرامة وأمن الدول لهما ثمن، وكل مصري جاهز لدفع هذا الثمن، ومصر جاهزة لتقديم هذه التضحية».

ويقول «أحمد»، مدرس فيزياء في قطر منذ 1996، إن ما لا يفهمه أحد أن العمل في قطر احترافي؛ حيث إنها دولة تحتاج عمالة مهنية؛ لذا يعمل المصريون ويأخذون أجر عملهم، وهو ما لا يحدث في معظم دول الخليج التي تعتدي على العمال.

ورغم الأزمة الحالية، إلا أن «أحمد» لا يخشى من قرارات الشركات القطرية ضدهم، موضحًا أنه لم يحدث شيء أثناء أزمة شبيهة في 1996 عندما اتّهمت قطر مصر والسعودية والبحرين بالتواطؤ للإطاحة بالحاكم؛ ولكن ما يخشاه تصعيد الحكومة المصرية للأزمة، التي يرى أنها لا تهتم بالشعب بقدر اهتمامها بالدعاية لنفسها.

وقالت «ساجدة»، محللة اقتصادية لشركة مراجعة حسابات، لصحيفة ميدل إيست أي، إنه «يجب أن يفهم المصريون أن ما يُقال في البيانات الرسمية شيء وما يحدث في مجال العمل شيء آخر؛ فعلى سبيل المثال، لا زالت هناك مائتا شركة قطرية تعمل في مصر وتقدّم آلاف فرص العمل؛ بينما انسحبت الشركات التابعة للدول الحليفة لمصر من السوق المصري».

فيما قال «تامر»، مهندس ميكانيكي في قطر، إنه على عكس نظام الكفيل في السعودية الذي يسمح بالتحكم في العمال، فإن المصريين في قطر يتعاملون بالعقود، مضيفًا أنه في دائرته لم يرَ تعرّض أبناء بلده إلى مضايقات أو تهديدات في العمل.

أزمة قطر وعامل الإلهاء

فيما قال عامل مصري في قطر يدعى «معتز» إنه لا يخشى على المصريين في قطر؛ ولكن يخشى على المصريين في مصر بعد تزايد حدة الأزمة الاقتصادية يومًا بعد يوم، كما يريد المصريون أن يشعروا أن دولتهم لها السيادة في قراراتها ولا تتبع رغبات السعودية والإمارات.

يضيف «معتز» أن الأزمة الخليجية تعتبر إلهاء للرأي العام المصري عن أزمة أخرى؛ ففي 13 يونيو الماضي وافق البرلمان المصري على بيع جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية على الرغم من قرار المحكمة السابق الذي ألغى الاتفاقية.

تضيف الصحيفة أن معظم المصريين في قطر لم يركزوا على الناحية السياسية؛ ولكن انتقدوا الحكومة وعبّروا عن خشيتهم من أذيتهم بسبب تحركات الحكومة. 

قال «تامر» إنه يعيش مع أسرته في قطر منذ 2013 بعد مذبحة رابعة التي أدت إلى مقتل 800 شخص، مضيفًا أنهم لا يعيشون في نعيم في قطر؛ ولكنها على الأقل تقدم لهم أبسط الحقوق التي تجعلهم يستطيعون الحياة.

واجه المصريون في قطر اتّهامات بالتعاون مع الإخوان بسبب وجودهم فيها، وهو ما نفاه «تامر»، الذي أكّد أن أسرته كانت مناهضة للحكومة الإخوانية؛ ولكنّ النظام ذا العقلية العسكرية فشل في تحقيق أي شيء.

المصدر



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023