شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«ذا نيشين»: السعودية تتسبب في التقارب القطري الإيراني

«ذا نيشين»: السعودية تتسبب في التقارب القطري الإيراني
إيران ظلّت متمكنة من التقدم على دول الخليج في سوريا بعد أن انتصرت مع روسيا في المعركة السورية حتى الآن، ودفعت الجماعات التي تدعمها قطر إلى مناطق نائية، وتحاول طهران إصلاح علاقاتها مع تركيا وقطر؛ بينما فاوضت طهران المعارضين

قالت صحيفة «ذا نيشين» إنه بعد رؤية محللين أن الانقسام الشيعي السني مفتاح سياسة الشرق الأوسط، يبدو أن المشهد السياسي تغيّر بعد تحوّل الصراع إلى أزمة بين الدول السنية؛ وهو ما يمكن أن يأتي بنتائج عكسية ويدفع قطر نحو إيران.

وقاطعت السعودية وحلفاء لها دولة قطر مقدمين لها 13 مطلبًا، ولا يبدو أن حكومة الدوحة ستوافق عليها. في الوقت ذاته، دافعت إيران «الشيعية» وتركيا «السنية» عن قطر؛ ومن الواضح أن أفعال الرياض تقويّ موقف طهران في الخليج.

ومن بين مطالب السعودية لقطر: قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وقف دعم الإخوان المسلمين، غلق قناة الجزيرة التابعة للدولة. في سبيل هذه المطالب قطعت الرياض عن شبه جزيرة قطر الإمدادات الغذائية البرية التي كانت تسير على الطريق البري من بلاد الشام للدوحة عبر السعودية، بجانب وقف الرحلات الجوية، وهددتها الإمارات بالمقاطعة الاقتصادية من مجلس التعاون الخليجي. 

تضيف الصحيفة أن هذه الخطوات من المرجح أن تدمر مجلس التعاون الخليجي، الذي تنتمي إليه السعودية وقطر والإمارات والكويت والبحرين وعمان، ورفضت السلطنة الانضمام إلى حملة مقاطعة قطر، وتمتلك علاقات مع إيران.

ترحيب إيراني

انتهزت طهران فرصة تصاعد هذه الأزمة، وأكّد الرئيس الإيراني حسن روحاني للأمير القطري الشيخ تميم بن حمد أن المطارات الإيرانية والخطوط الجوية ترحّب بالدوحة، موضحًا أن دولته ترغب في توسيع العلاقات الاقتصادية معها؛ خاصة في القطاع الخاص.

أرسلت إيران طائرات مُحمّلة بمواد غذائية إلى قطر. وعلى الرغم من ثراء المواطنين القطريين وقدرتهم على استيراد الطعام؛ يمكن أن يؤدي ارتفاع الأسعار إلى نزوح قرابة 2.5 مليون عامل؛ ما قد يدمّر جزءًا من اقتصاد قطر.

اعتبرت قطر أن مطلب قطع علاقاتها مع إيران غير عقلاني؛ خاصة وأنهما يشتركان في أكبر حقل للغاز الطبيعي تحت الأرض، يمتد تحت أرض الخليج. وبسبب العقوبات على إيران تمكّنت الدوحة من التقدم عن شريكتها في الحقل؛ وهو ما أثار مشاعر الغضب في طهران في الماضي، لهذا السبب تحتاج قطر إلى الحديث مع إيران لحل هذه الخلافات وليس لأنها تنحاز لها في معظم القضايا.

تلفت الصحيفة أن من مظاهر اختلاف قطر وإيران في عديد من الشؤون هو دعمهما لجوانب مختلفة في الحرب الأهلية السورية؛ حيث دعمت طهران النظام السوري بقيادة بشار الأسد، بينما دعمت الدوحة الجيش السوري الحر والجماعات السنية المتشددة مثل «أحرار الشام»، ودعمت السعودية جماعات أكثر تشددًا مثل «جيش الإسلام» الذي تبنى فظائع ذبح الشيعة العلويين. 

تمكّن إيراني

تضيف الصحيفة أن إيران ظلّت متمكنة من التقدم على دول الخليج في سوريا بعد أن انتصرت مع روسيا في المعركة السورية حتى الآن، ودفعت الجماعات التي تدعمها قطر إلى مناطق نائية، وتحاول طهران إصلاح علاقاتها مع تركيا وقطر؛ بينما فاوضت طهران المعارضين السوريين في أستانا، التي شاركت فيها أنقرة والدوحة، واستبعدوا السعودية والإمارات من هذه المحادثات، معترفين بدور إيران في المعركة السورية.

يبدو أن الضغط السعودي الإماراتي على الدوحة جاء انتقامًا لاستبعادهما من أن يكون لهما رأي في مستقبل الدولة؛ حيث يشعران أن لهما حقًا في تقرير المصير، وعانى «جيش الإسلام» الذي دعمته السعودية من سلسلة من الخسائر. 

سبب الانتقام السعودي

ترى الصحيفة أن اتّهام السعودية لقطر بدعم الإرهاب يدعو إلى السخرية؛ لأن الرياض هي التي تدعم الجماعات المتشددة، موضحة أن الرياض وأبو ظبي والقاهرة سعوا إلى تصنيف جماعة الإخوان المسلمين «منظمة الإرهابية».

اعتبرت الصحيفة أن في الفترة من 2011 وحتى 2013 يمكن اتّهام جماعة الإخوان بالتسلل الطائفي؛ لكن لا يمكن اتهامهم بالإرهاب، مضيفة أن الانقلاب العسكري بقيادة عبدالفتاح السيسي في صيف 2013 جاء بسبب استياء مصري واسع النطاق من حكم الإخوان، واحتاج السيسي في أعقاب الانقلاب إلى ذريعة لتأسيس شرعية حكومته.

أضافت الصحيفة أنه بمساعدة السعوديين أعلن السيسي أن جماعة الإخوان «إرهابية» وقتل الآلاف منهم وسجن آلافًا آخرين، محاولًا اقتلاع أحد أكثر الأحزاب شعبية في مصر؛ وهو ما احتجّت عليه قطر وموّلت وسائل الإعلام الموالية للإخوان والمناهضة للسيسي. في الوقت ذاته، دعمت الإمارات والسعودية «الرئيس المصري» بمليارات الدولارات، ولم يتضح أين ذهبت هذه الأموال.

ورأت الصحيفة أن الأزمة مع قطر فيما يخص إيران شهدت نفاقًا كثيرًا؛ حيث كانت الإمارات لفترات طويلة أقرب إلى طهران من قطر، وقالت تقارير إن أبو ظبي ساعدت طهران في فترة العقوبات عليها؛ فيما يعيش ما يقرب من 500 ألف إيراني على الأراضي الإماراتية، بينما استقبلت قطر عددًا صغيرًا جدًا من سكان إيران ورحلوا.

اعتبرت الصحيفة أن الانتقام السعودي الحالي من إيران ليس السبب الحقيقي وراء حملتها ضد قطر، بل «الرؤية الشعبية للإسلام» التي تمثلها جماعة الإخوان مقابل «السلفية المتشددة الموالية للممالك» التي تفضّلها السعودية. وفي هذه المعركة بين الإخوان، الذين تمكنوا من استيعاب المؤسسات الليبرالية، والسلفية الاستبدادية، تقف قطر في دعم الإخوان.

المستفيدان

يبدو أن طهران ستكون المستفيد الأكبر من هذه المعركة بين الممالك الخليجية التي تدور في أيّ الأشكال من الأصولية السنية يجب دعمها، من الواضح أن إيران برؤيتها للقطاع الخاص القطري تأمل أن تنقل تعاملاتها البنكية إلى قطر بعد أن كانت مع الإمارات.

بسبب وجود قوات تركية وأميركية على الأراضي القطرية، وانشغال القوات السعودية في حربها الفاشلة مع اليمن، يبدو أن قطر لا تواجه تهديدًا عسكريًا، وفي ضوء ثرائها الناتج عن الغاز الطبيعي؛ من المتوقع أن تتفوق الدوحة على الرياض وأن تكتسب الدعم على المدى المتوسط.

في الوقت ذاته، يمكن لطموح السعودية ورغبتها في طرد قطر من مجلس التعاون الخليجي أن يعملا على تقوية علاقات الدوحة مع نظام «آية الله» في طهران.

المصدر



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023