شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

بعد 25 عاما علي وفاة الفنان الذي قتلته ريشته.. ما زال حيا في نفوسنا

بعد 25 عاما علي وفاة الفنان الذي قتلته ريشته.. ما زال حيا في نفوسنا
  "اليوم .. ذكرى اغتيال الشهيد ناجي العلي" بهذا العنوان نشرت جريدة القبس الكويتية والتي بدأ فنان الكاريكاتير...

 

"اليوم .. ذكرى اغتيال الشهيد ناجي العلي" بهذا العنوان نشرت جريدة القبس الكويتية والتي بدأ فنان الكاريكاتير الفلسطيني العمل بها عام 1983واستمر في العمل بها حتى عام 85 وبعدما واجه ضغوطا من منظمة التحرير وسافر بعدها إلى لندن حيث تمت عملية اغتياله في 22 يوليو 1987 وهو متوجه إلى مكتب جريدة القبس الدولية بالعاصمة البريطانية.

25 عاما مرت على اغتيال الشهيد ناجي سليم حسين العلي أطلق عليه البعض لقب ضمير الثورة والفنان الذي قتلته ريشته لا أحد يعرف تحديدا من اغتال العلي، تماما كما لا يعلم أحد عام مولده التي بدأت عندها إبداعه.

من رحم المعاناة

من المرجح أن يكون ولد عام 1937، في قرية الشجرة الواقعة بين طبريا والناصرة، شمال فلسطين التيشرد منها عام  48 بعد إعلان قيام دولة الكيان الصهيوني نزح العلي مع أهله إلى جنوب لبنان وعاش في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين؛ حيث عاش المعاناة بكامل صورتها.

وكانت حياة ناجي العلي في المخيم عبارة عن عيش يومي في الذل. فأحدث ذلك صحوة فكرية مبكرة لديه، عرف مبكرا انه وشعبه ، كانا ضحايا مؤامرة دنيئة دبرتها بريطانيا وفرنسا ، بالتحالف والتنسيق مع الحركة الصهيونية العالمية .

درس ناجي العلي في مدرسة " اتحاد الكنائس المسيحية " حتى حصوله على شهادة " السرتفيكا" اللبنانية، إلا إنه لم يستطع مواصلة تعليمه بسبب كثرة تعرضه للاعتقال ولكنه حصل على دبلوم الميكانيكا بعد ذلك.

حنظلة لم يمت

حنظلة شخصية ابتدعها ناجي العلي ظهرت في الكويت عام 1969 في جريدة السياسة الكويتية ويقول عنها: ولد حنظلة في العاشرة في عمره وسيظل دائما في العاشرة من عمره، ففي تلك السن غادر فلسطين وحين يعود حنظلة إلى فلسطين سيكون بعد في العاشرة ثم يبدأ في الكبر، فقوانين الطبيعة لا تنطبق عليه لأنه استثناء، كما أن فقدان الوطن استثناء، وأما عن سبب تكتيف يديه فيقول ناجي العلي: كتفته وأدار ظهره بعد حرب أكتوبر 1973 لأن المنطقة كانت تشهد عملية تطويع وتطبيع شاملة، وهنا كان تكتيف الطفل دلالة على رفضه المشاركة في حلول التسوية الأمريكية في المنطقة، فهو ثائر وليس مطبع.

وصف ناجي حنظله بأنه الأيقونة التي تمثل الانهزام والضعف في الأنظمة العربية، أصبح  حنظله فيما بعد بمثابة توقيع ناجي العلي على رسوماته.

وعندما سُئل ناجي العلي عن موعد رؤية وجه حنظلة أجاب: عندما تصبح الكرامة العربية غير مهددة، وعندما يسترد الإنسان العربي شعوره بحريته وإنسانيته.

شخصية لا تهادن

كان لدى ناجي شخصيات أخرى رئيسية تتكرر في رسومه، شخصية المرأة الفلسطينية التي أسماها ناجي فاطمة في العديد من رسومه؛ شخصية فاطمة، هي شخصية لا تهادن، رؤياها شديدة الوضوح فيما يتعلق بالقضية وبطريقة حلها، بعكس شخصية زوجها الذي ينكسر أحيانا، في العديد من الكاريكاتيرات يكون رد فاطمة قاطعا وغاضبا، كمثال الكاريكاتير الذي يقول فيه زوجها باكيا: سامحني يا رب، بدي أبيع حالي لأي نظام عشان أطعمي ولادي فترد فاطمة: الله لا يسامحك على هالعملة، أو مثلا الكاريكاتير الذي تحمل فيه فاطمة مقصا وتقوم بتخييط ملابس لأولادها, في حين تقول لزوجها: شفت يافطة مكتوب عليها "عاشت الطبقة العاملة" بأول الشارع, روح جيبها بدي أخيط اواعي للولاد، أما شخصية زوجها الكادح والمناضل النحيل ذي الشارب، كبير القدمين واليدين مما يوحي بخشونة عمله.

مقابل هاتين الشخصيتين تقف شخصيتان أخرتان, الأولى شخصية الانسان السمين ذي المؤخرة العارية والذي لا أقدام له (سوى مؤخرته) ممثلا به القيادات الفلسطينية والعربية المرفهة والخونة الانتهازيين، وشخصية الجندي الإسرائيلي, طويل الأنف, الذي في أغلب الحالات يكون مرتبكا أمام حجارة الأطفال, وخبيثا وشريرا أمام القيادات الانتهازية.

مسافة الثورة

من أشهر أقوال (ضمير الثورة) لقب الفنان الفلسطيني ناجي العلي "الطريق إلى فلسطين ليست بالبعيدة ولا بالقريبة, إنها بمسافة الثورة"، نستطيع ان نقول إن الثورة ها قد بدأت في عدة دول عربية وهي تنتظر ان تنتقل من قلب دمشق الشام إلى فلسطين الثورة.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023