شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

باحث سوري لـ«رصد»: هذه أسباب تراجع «تحرير الشام» بعد تقدمها

قرب بلدة حماة

كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، مواصلة الطائرات الحربية الروسية تصعيدها للقصف على مدن وبلدات وقرى ريف حماة وريف إدلب، والتي صعدت من ضربباتها بالتزامن مع بدء معركة «يا عباد الله اثبتوا» في 19 سبتمبر والتي بدأتها هيئة تحرير الشام.

ووثق المرصد، استهداف الطائرات الروسية والتابعة للنظام محافظتي إدلب وحماة، خلال 7 أيام متواصلة، بأكثر من 1100 غارة جوية طالت مدن وبلدات وقرى بريفي حماة الشمالي والشمالي الشرقي، ومناطق أخرى في حماة وإدلب.

58 شهيدًا على الأقل بينهم 18 طفلًا دون سن الثامنة عشر و19 مواطنة فوق سن الـ 18، و 307 مصاب بجراح متفاوتة الخطورة.

واستمرت معركة «يا عباد الله اثبتوا» لمدة أسبوع، كبدت خلالها الهيئة خسائر قوية للنظام السوري والروسي في بداية المعركة، اعترف بها الطرفين في تصريحات أعقبت الهجوم، إلا أن الغارات الروسية المتلاحقة، تسببت في تراجع للهيئة في المناطق المسيطرة عليها، حيث تخطت قوات الأسد حدود سيطرتها القديمة على محور الطليسة والشعثة.

الهيئة ترد على التصعيد ضدها بمعركة حماة

أوضح الكاتب والباحث السياسي السوري، خليل المقداد، أن معركة ريف حماة لا يمكن أن تنفصل عن مخرجات اجتماعات أستانا 6، والتي انتهت قبل بدء المعركة بحوالي أسبوع، وقضت بإعلان إقامة مناطق خفض التوتر، وفقا للمذكرة المؤرخة في 4 مايو 2017، في الغوطة الشرقية، وبعض أجزاء شمال محافظة حمص، وفي محافظة إدلب، وبعض أجزاء المحافظات المتاخمة لها (اللاذقية، وحماة، وحلب) وبعض أجزاء جنوب سوريا.

وقال المقداد في تصريحات لـ «رصد»، إنه «لا يمكن الحديث عن معركة ريف حماة بمعزل عن اجتماعات أستانا 6 ومخرجاتها، التي باتت واضحة وتقضي بإخراج هيئة تحرير الشام من محافظة إدلب، والتي كان من بواكير نتائجها الإنشقاقات الأخيرة التي حدثت في صفوف الهيئة من أفراد وفصائل».

وأضاف المقداد أن «إعلان إدلب منطقة خفض توتر هو مؤشر إلى هدنة بين نظام الأسد وفصائل الحر تمهيدا لعمل عسكري ضد الهيئة في محافظة إدلب»، مشيرا إلى أن «هيئة تحرير الشام تدرك تماما أنها الهدف التالي لتحالف الأضداد في سورية، وهي (التحالف الدولي وروسيا، وإيران وميليشياتها وتركيا، ونظام الأسد وفصائل محسوبة على الجيش الحر أهمها فصائل درع الفرات) خاصة مع الحديث عن اقتراب حسم معركتي دير الزور والرقة، ضد تنظيم الدولة الإسلامية».

وتابع «لهذه الأسباب مجتمعة جاءت معركة الريف الحموي كرد على مجمل التطورات الحاصلة على الساحة، سياسيا، وعسكريا، وحتى إعلاميا، حيث ارتفعت نبرة التجييش ضد الهيئة والتحريض عليها من قبل جهات سورية محسوبة على الثورة».

أسباب تراجع الهيئة 

وعن أسباب تراجع الهيئة في معركتها، ، على الرغم من النتائج الإيجابية التي حققتها الهيئة أمام الحلف «النظامي السوري -وروسيا»، أوضح البلاحث السوري، أن «القصف الروسي العنيف كان أهم الأسباب للتباطئ الذي حل بالهيئة بعد تقدمها بمساعدة فصائل مثل: (الحزب التركستاني، جيش النصر، وجيش العزة)».

وتابع،«السبب الثاني، هو التحشيدات العسكرية للجيش التركي قرب معبر باب الهوى والمناطق المجاورة على طريق هاتاي – الريحانية، الأمر الذي دفع «تحرير الشام» لسحب عدة مئات من العناصر المقرر مشاركتها في عملية حماة إلى الحدود التركية – السورية، فسيطرت على جبل الشيخ بركات الذي يقع على خط التماس مع وحدات الحماية الكردية في عفرين، وقطعت كذلك عددا من الطرق باتجاه المنطقة، وخاصة دارة عزة».

المعركة مستمرة

ولفت المقداد، إلى أن «المعركة لازالت مستمرة، بل وفي بدايتها»، موضحا أن «هناك تكتم إعلامي على خسائر نظام الاسد في المعركة، حيث أسفر مقتل عن أكثر من 350 وجريح وعشرات الأسرى وهو الذي  يفسر الرد الجنوني والعنيف للطيران الحربي الروسي الذي لا يزال يستهدف مناطق في محافظتي إدلب وحماة على السواء».

وأشار الباحث السوري، إلى أن «تطور الاوضاع في حماة مرهون بما سيحدث في إدلب، وقد تتطور باتجاه حواضن النظام في ريف اللاذقية».

وانتقد المقداد، ردود الفعل تجاه المعركة، والاتهامات الموجهة للهيئة بمسؤوليتها عن القصف الروسي، وقال «من المؤسف حقا، أن نجد من السوريين، من يوجه أصابع الإتهام للهيئة على فتحها معركة حماة، ويحملها مسؤولية القصف الروسي، بدل المسارعة لفتح جبهات جديدة تخفف عن إدلب وحماة».

وتابع، «لكنهم لن يفعلوا فلولا هؤلاء لما استفردت روسيا وإيران ونظام الأسد بالمناطق المحررة الواحدة تلو الأخرى، وهؤلاء أنفسهم هم من شجع الروس على القصف، وسن سنة الإنسحابات ومهادنة نظام الأسد، من حلب شمالا إلى درعا جنوبا، حيث أنسحب جيش العشائر من عشرة مخافر حدودية مع الأردن، لتدخلها ميليشيات الأسد وإيران دون قتال، رغم الحديث عن إتفاقية إبعاد هذه الميليشيات مسافة 40 كم عن حدود الأردن».

وأضاف «واليوم تروج معلومات عن التحضير لتسليم معبر نصيب الحدودي مع الأردن، لنظام الأسد عسكريا ومن خلال مسرحية مشابهة لمسرحية الشيخ مسكين، التي سلمت بتواطؤ كبرى فصائل درعا والجنوب، وتماما كما حدث في ريف دمشق الغربي».



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023