شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

هل لدينا «كيم فيلبي»؟ – هيثم صلاح

هل لدينا «كيم فيلبي»؟ – هيثم صلاح
  كيم فيلبي. . شاب بريطاني ولد عام 1912 في الهند لضابط في الجيش البريطاني أشهر إسلامه فيما بعد ورحل إلى السعودية ليعمل...

 

كيم فيلبي. . شاب بريطاني ولد عام 1912 في الهند لضابط في الجيش البريطاني أشهر إسلامه فيما بعد ورحل إلى السعودية ليعمل مستشارا لدى آل سعود.  تخرج من جامعة كامبريدج عام 1933.  عمل في فيينا لمساعدة اللاجئين من ألمانيا النازية، حيث تزوج من فتاة شيوعية، واتصل بالكومنترن الجهاز السوفيتي المسئول عن الأحزاب الشيوعية الأجنبية.  قامت زوجته بتجنيده لحساب السوفيت، وبدأ علاقته بالكى جي بي عام 1934.  عمل كصحفي في أسبانيا عام 1937 أثناء الحرب الأهلية، حيث تجسس على نظام الأمن الشخصي لفرانكو الذي كان يحارب الشيوعيين الأسبان لحساب السوفيت.

 مع بداية الحرب العالمية الثانية بدأ العمل في جهاز المخابرات البريطاني إم آي 6 حيث انتقل للعمل عام 1941 في قسم مكافحة التجسس البريطاني، وكان على اتصال وقتها بضابط المخابرات السوفيتي المقيم في لندن.  في عام 1943 أصبح نائبا لرئيس قسم مكافحة التجسس، حيث بدأ العمل بالتنسيق مع أحد ضباط مكتب مكافحة التجسس في وكالة المخابرات الأمريكية جيمس أنجلنتون الذي سيصبح رئيسا لهذا المكتب فيما بعد والذي ثارت شكوكه حينها بشأن عمالة فيلبي للسوفيت حينها.

 في عام 1947 أصبح رئيس مكتب المخابرات البريطانية في إسطنبول العضو الرئيسي في حلف الناتو حيث كان مسئولا عن إدارة نشاط العملاء البريطانيين هناك.  ثم كانت النقلة الكبرى في سبتمبر عام 1949 حيث أصبح الممثل الرئيسي للمخابرات البريطانية في واشنطن، وأصبح مطلعا على الاتصالات السرية للغاية بين أعظم قوتين استخباريتين في الغرب المناوئ للاتحاد السوفيتي. .. الذي يعمل فيلبي في الحقيقة لحسابه.

 أصبح مشتبها به بحق في عام 1951 بعدما ساعد في هروب جاسوسين من حلقة كامبريدج الشهيرة إلى موسكوهما ماكلين وبرجيس نتيجة علاقته الوثيقة بهما , تم التحقيق معه عدة مرات من قبل الإم آي 5 ثم استقال في يوليو من نفس العام مستبقا إقالته من الإم آي 6.

 ولكن في عام 1955 تمت تبرئته تماما من قبل وزير الخارجية البريطاني هارولد ماكميلان أمام مجلس العموم من شبهة التجسس لحساب السوفيت، ونفى هو عن نفسه تهمة الشيوعية تماما.

 رحل في أكتوبر من عام 1956 إلى بيروت ليعمل كصحفي لحساب الأوبزرفر والإيكونوميست وكان هذا غطاء لعمله مجددا مع المخابرات البريطانية حتى عام 1961 حين جاءت الضربة القاضية.  حيث انشق ضابط مخابرات سوفيتي كان يعمل كدبلوماسي في هلنسكي إلى الولايات المتحدة وزود المخابرات الأمريكية بأسماء العملاء السوفيت في أمريكا وبريطانيا.

 أكد هذا الشكوك التي ثارت حول فيلبي وتم تكليف أحد ضباط المخابرات البريطانيين في بيروت بالحصول على اعتراف كامل منه.

 استمرت التحقيقات معه حتى يناير من عام 1963 حيث اختفى تماما من بيروت مساء الثالث والعشرين من هذا الشهر ليعلن السوفيت في 30/6 منحه اللجوء السياسي، ومنحه الجنسية السوفيتية، مسدلين الستار على عملية ناجحة أخرى ضد الغرب الرأسمالي.

 يعترف بيتر رايت الذي عمل كنائب لجهاز الإم آي 5 المسئول عن مكافحة التجسس داخل بريطانيا في سيرته الذاتية صائد الجواسيس بأن الفترة التي تم تجنيد فيلبي للعمل في المخابرات البريطانية شهدت إهمالا عاما في تدقيق في السير الذاتية والتوجهات الفكرية لمن يتم التحاقهم بالمخابرات البريطانية لذا لم يتم الاهتمام كثيرا بخلفية فيلبي الشيوعية والتدقيق فيها.  وتعتبر قصة فيلبي مثالا نموذجيا لما يمكن أن يحدثه الإهمال من دمار لأي مؤسسة مهما كانت كفاءتها وتاريخها وسمعتها.

 فالمخابرات البريطانية التي هي أعرق أجهزة المخابرات في العالم كان احد المرشحين لرئاستها في وقت من الأوقات. …. جاسوسا سوفيتيا !!!!!

 

لم يكن المخلوع مبارك متسما بالإهمال فقط وإنما بالخيانة أيضا، وهذا بالتأكيد جعل مناعة مؤسسات الدولة ضد الاختراق منعدمة، وبالتأكيد يوجد عملاء للخارج في مؤسسات الدولة الرئيسية استطاعوا الوصول إلى مناصبهم في ظل تبعية المخلوع وخيانته، وهؤلاء يجب أن يطالهم التطهير في أسرع وقت.ولكن إذا تعرضت المؤسسة المسئولة عن الاستخبارات ومكافحة التجسس لخطر الاختراق فإنه يتحول من شيء خطير إلى أمر كارثي.  ففكرة أن يطلع الأعداء على أدق أسرار الدولة من خلال عملائهم في مؤسسة كهذه وفي ظل فترة انتقالية لم تتشكل فيها مؤسسات الدولة ونظامها السياسي بشكل كامل يجعل كيان الدولة مهددا.

 ولنتذكر أن عمر سليمان الذي وسمه الجميع بأنه عميل للولايات المتحدة وإسرائيل وثاروا ضد ترشحه للرئاسة كان رئيسا لجهاز المخابرات العامة , فهل نستطيع الاطمئنان لما كان يجري تحت قيادة رجل كهذا؟ إن التفكير في إجابة مثل هذا السؤال تصيب أي وطني – بالتأكيد – بالقلق الشديد.

 إن واجب القيادة الجديدة للمخابرات العامة أخذ قضية التطهير في المخابرات العامة على محمل الجد للتخلص من كل من كان على علاقة وثيقة بعمر سليمان، وأظن أن الأمر قد يحتاج إلى إعادة التدقيق في سير الضباط الكبار بالجهاز حاليا , وهذه لن تكون فقط حربا ضد فلول النظام السابق، وإنما هي حماية لقلب الأمن القومي المصري من أن يتم تفخيخ الدولة من خلاله.

 يخبرنا التاريخ أن فيلبي. . العميل السوفيتي. .. استطاع صعود سلم جهاز متحفز دائما يخوض حربا باردة ضد السوفيت. .. فما بالك بما قد يكون الحال عليه عندنا ورئيس جهازنا كان صديقا عزيزا للأعداء. .. الإسرائيليين!!!. .. مرعب أليس كذلك ؟.  فعلى الرأي العام أن يتخلص من الأساطير التي صدرها لنا النظام السابق عن جهاز مخابراتنا الأسطوري الذي لا يمكن اختراقه، والذي اعتاد تلقين الإسرائيليين الدرس تلو الآخر في فنون المخابرات، وعليه ان يهبط إلى أرض الواقع ليقرأ الأمور كما تجري في الحقيقة وليس في مسلسلات اتحاد الإذاعة والتليفزيون، ويضغط من أجل الاهتمام بالكشف عن الميراث العفن الذي تركه لنا العميل عمر سليمان في هذا الجهاز الأساسي.  علينا أن نفيق جميعا قبل أن نسمع يوما ما عن حصول ضابط مصري كبير على اللجوء السياسي في تل أبيب أو واشنطن!!



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023