شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

جدل حول أهمية وجود “رقابة دينية” على الفن بسبب عبده موته

جدل حول أهمية وجود “رقابة دينية” على الفن بسبب عبده موته
  لاشك أن هناك إجماع على أن الفن لا بد أن يعبر عن هموم وقضايا المجتمع ومشاكله ويلتزم بعاداته وتقاليده العريقة،...

 

لاشك أن هناك إجماع على أن الفن لا بد أن يعبر عن هموم وقضايا المجتمع ومشاكله ويلتزم بعاداته وتقاليده العريقة، والرقابة هي الجهة المنوط بها القيام بهذا الدور فالحماية من مخاطر الفن أهم من الفن في حد ذاته.

ومؤخرًا أصبحت الأعمال الفنية لا تخلو مشاهد الإباحية التي تخدش الحياء والألفاظ البذيئة والسلوكيات السلبية التي تضر بالأسرة المصرية أكثر مما تفيدها.

 وكشفت الأزمة التي أحدثتها أغنية "يا طاهرة يا أم الحسن والحسين" في فيلم عبده موته عن أهمية دور الرقابة؛ حيث ظهرت العديد من الأصوات التي تنادى بأهمية وجود رقابة دينية على الأعمال الفنية من جانب الأزهر أو دار الإفتاء.  

وكان أحمد السبكى، منتج الفيلم، قد أعرب- خلال اتصال هاتفي ببرنامج ''90 دقيقه''– عن رفضه للرقابة الدينية علي السينما، لأن هناك هيئه للرقابة على المصنفات الفنية، ووزارة ثقافة لها الحق في مراجعة الفيلم.

القيم وحرية الإبداع

من جانبه أكد فؤاد خطاب، الناقد الفني، على أهمية وجود رقابة دينية وأخلاقية على السينما، لأن هناك أشياء لابد من عدم المساس بها كالعقيدة، مؤكدًا أن هيئة الرقابة في وزارة الثقافة لا تغني عن وجود رقابة دينية وأخلاقية على الأعمال الفنية.

وأوضح "خطاب" أن القيم أهم من حرية الإبداع، وهناك الكثير من الأفلام التي تقدم ولا تمت إلى الإبداع بأي صلة، مشيرًا إلى وجود تحايل من المخرج في عرض الفيلم- في إشارة إلى "عبده موته"-.

وأفاد أن هناك الكثير من الأفلام التي تخاطب الطبقة الفقيرة من عامة الشعب، بموضوعات غير هادفة، يريد القائمون عليها أموال وفقط ويرفضون الدين والأخلاق- حسب تعبيره-.

ويرى "خطاب" ضرورة أن تمنع جميع الأفلام التي على هذه الشاكلة من العرض، لأنها تهدف إلى تحقيق أرباح فقط، ولا تأبه بما تقدمه من إسفاف وابتذال.

أين دور الأزهر الحاسم؟

ورأى أحمد سعيد، طالب، أن موضوع تجاوز الفنانين والفنانات على الأخلاقيات العامة والثوابت الدينية قد فاق كل حد ولا زال عندنا أمل أن يقوم الأزهر بدور حاسم، فهو الجهة الوحيدة التي تملك الشرعية وإذا تكلمت سكت الكل.

ووافقته الرأي منى هاني، طبيبة؛ حيث قالت "لابد من تدخل الدين في الرقابة على تلك الأعمال التي يطلقون عليها إبداع، متعجبة من إطلاق كلمة إبداع على امرأة ترقص على سيرة فاطمة الزهراء.

أما سعيد سليمان" مهندس كمبيوتر" فأكد في بداية حديثه أنه مسلم لا ينتمي لجماعة الإخوان المسلمون أو الجماعة السلفية، "يجب أن يبقى للأزهر دور فعال في الرقابة، وإذا  تكلم الأزهر سكت الجميع".

العادات والتقاليد تحكمنا

فيما سلك الفنان محمد رياض مسلكًا وسطًا؛ حيث أشار إلى أن العادات والتقاليد والدين، لا بد وأن يكونوا حاكمين للقائمين على العمل الفني باعتبار أننا دولة متدينة بطبعها، قبل أن ننتظر حكم أي رقابة أخرى.

وأضاف أن الشخص يجب أن ينظر إلى العمل الفني ويقيمه بنفسه قبل أن يعرضه للمجتمع، ويرى ما القيم التي من الممكن أن تكون قد تحققت فيه.

وأشار "رياض"- في تصريحه لـ"رصد"- عن استياءه من الفيلم في بادئ الأمر وما حدث فيه، ورأى وقتها ضرورة حذف هذا المقطع لما فيه من إساءة.

وتابع قائلًا: "لكنى لما رأيت سرعة الاستجابة من مخرج الفيلم لحذف هذا المقطع المسيء، أيقنت أن ما حدث كان بحسن نية، دون قصد الإهانة، إلا أنه يجب أن لا يتكرر بعد ذلك".

ماجدة خير الله: وجود رقابة دينية "مصيبة"

فيما رفضت الناقدة الفنية ماجدة خير الله وجود رقابة دينية على السينما، أو أي جهة رقابية أخرى غير هيئة الرقابة المعترف بها في وزارة الثقافة، واصفة أن مجرد اقتراح ذلك الأمر يعد "مصيبة"- على حد وصفها-.

وترى "خير الله" أن وزارة الثقافة هي المعنية بهذا الأمر وان هذا شأنها لا يجب التدخل فيه، وان الأزهر أو دار الفتوى، يجب أن تكون بعيدة كل البعد عن هذه الأمور حتى لا يتم إفسادها- على حد قولها-.

وأعربت عن استيائها من تدخل الدين في حذف جزء من الفيلم، لافتة إلى إن كلمة "يا طاهرة يا أم الحسن والحسين" التي تم حذفها، كلمة ليست مشينة وهي تقال في حلقات الذكر، وكثيرا ما تقال في الأحياء الشعبية- على حد قولها-.

كما ترى أن كلمات الفيلم ما دامت لم تكن خارجة أو مسيئة فلا داعي لحذفها، وهذا مع جميع الأفلام.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023