أثار وفاة سجين بسجن دمنهور العمومي بالأبعادية، نتيجة الإهمال المتعمد لصحة المساجين والمعتقلين بالسجن ، حفيظة العديدين بشأن سلامة تلك السجون ، ومراعاة ضوابط ومعايير الرعاية الصحية داخل سجون الانقلاب .
حيث ذكر بيان صادر عن مديرية أمن الانقلاب بالبحيرة، عن وفاة رضا عبدالفتاح محمود عمارة (52 عامًا – عامل) ومقيم بكوم حمادة، والمودع على ذمة قضية(قتل وسلاح) بالسجن المؤبد، و المحبوس بسجن دمنهور العمومي بالأبعادية، عقب إصابته بهبوط حاد بالدورة الدموية، ناتج عن إصابته بمرض الفشل الكبدي.
وأكد البيان أن تقرير مفتش الصحة أفاد بأن سبب الوفاة فشل بوظائف الكبد، وهبوط حاد بالدورة الدموية. ويعاني سجن دمنهور العمومي بالأبعادية من سوء الرعاية الصحية المتوافر للسجناء سواء الجنائيين أو السياسيين بداخله، كما قلصت إدارة السجن بأوامر من سلطات الانقلاب فترى "التريض"، مما يتسبب في إنتشار الأمراض والأوبئة بين السجناء بسبب نقص التهوية.
الجدير بالذكر أن تلك الواقعه لم تكن الأولى من نوعها ، بل طال الإهمال العديد من الرافضين للانقلاب والذين تم إعتقالهم بسجون الانقلاب من منع وصول الادويه لهم ، وعدم توفير مناخ صحى للمرضى منهم أو حجزهم فى مستشفيات مناسبة لنيل الرعايه الصحية المُستحقه ، مما أدى إلى وفاتهم وسط تعتيم أمنى وإعلامي ، وغض الطرف عن تلك الكارثه .
فقد توفي محمود عبد الهادى أحمد، رئيس قطاع المحطات بشركة الكهرباء بالإسماعيلية، البالغ من العمر 59 عامًا، نتيجة الإهمال بعد أن قضى قرابة الخمسة أشهر بسجن المستقبل ، وكان يعاني كثيرا من الأمراض ،حيث وصل الأمر بفجاجة القوات إلى تكبيله بالقيود وهو طريح الفراش فى المستشفى .
شهيد آخر من شهداءالإهمال الطبي هو محمد الغزلاني- من مدينة كرداسة بمحافظة الجيزة، وقد كانت بداية اعتقاله على يد قوات الانقلاب أثناء حصارهم لكرداسة ،ولأنه يعاني من العديد من الأمراض التي تستوجب رعاية ومتابعة خاصة كالارتفاع في ضغط الدم والسكر والقلب والكبد، ومع التدهور الشديد لحالته الصحية،فضلا عن إصابته بشلل في الجزء السفلي من جسده أدى إلى جلوسه على كرسي متحرك ، فقد أوصى طبيب السجن بضرورة نقله إلى المستشفى لدقة حالته وضرورة ملاحظته المستمرة، إلا أن إدارة السجون رفضت ذلك ولم تنقله للمستشفى، مما أدى به إلى الدخول في حالة غيبوبة تامة نقل على أثرها إلى مستشفى سجن طره وهناك ارتقت روحه إلى خالقه .
وفي 6 يناير توفى سامي محمود إبراهيم أبو ركبة- من رافضي الانقلاب بمنطقة المعمورة بمحافظة الإسكندرية، حيث ارتقى نتيجة الإهمال الطبي المتعمد من إدارة سجن طره، فقد جاءته أزمة صحية فجرا، وتم الطرق على باب الزنزانة دون جدوى، وذلك حتى العاشرة والنصف صباحًا، بعدها تم أخذه إلى عيادة السجن وتوفي بعد وصوله إلى هناك.
جدير بالذكر أن –أبو ركبة- مريض بالضغط والسكر وقصور بالقلب ومصاب بورم حميد في منطقة الرقبة والصدر إلى الجانب الأيمن الأمامي، كما أنه قد تم عرضه من قبل على مستشفى سجن أبو زعبل، وأوصى الطبيب بعرضه على جراح وتم تجاهل الأمر.
وفي سبتمبر 2013 ارتقي عبد الوهاب محمد عبد الوهاب 46 عاما فلاح من مؤيدي الشرعية، والمحبوس احتياطيا داخل سجن المنيا العسكري؛ حيث ارتقى نتيجة الإهمال الطبي بعد إصابته بغيبوبة بسبب بمرض السكر .
كما توفى الدكتور "صفوت خليل" أحد المعتقلين الرافضين للانقلاب العسكري بسجن المنصورة العمومي، والذي إعتقلته الأجهزة الأمنية المصرية على الرغم من أنه يعاني من مرض السرطان ويحتاج للعلاج الكيماوي مع بتر جزء من قدمه قبيل اعتقاله ، دون مراعاة لمرضه، ودون تقديم ما يناسب حالته داخل المعتقل.
كما رفضت إدارة الانقلاب بسجن المستقبل بمحافظة الإسماعيلية مساء السماح للمعتقل أبو الصفا سويلم -بالمعاش ويعانى من عدة أمراض- من الخروج لتلقى العلاج بالمستشفي الأمر الذى سبب قلقا كبيرا لدي المعتقلين على حالته الصحية، مما جعلهم يطرقون أبواب الزنازين فترة طويلة للمطالبة بانقاذ زميلهم.
حيث اكد ذوي المعتقلين ان سجن المستقبل يضم عشرات الحالات من أصحاب الأمراض المزمنة والخطيرة وسط انعدام الرعاية الصحية.
فى سياق متصل أعلن إبراهيم محمد محامى أحد المعتقلين أنه تقدم بأكثر من طلب للإفراج الصحى عن أحد المعتقلين الموكل بالدفاع عنهم لأنه مصاب بحالة نفسية يتعاطى على أثارها علاج وأدوية خاصة , ولكن على الرغم من تقديم جميع الأوراق والتقارير الطبية التى تثبت صحة إصابته , يتم تجاهل الطلب فى الوقت الذى يتم فيه رفض إدخال الدواء للمريض .
أما هدى وتعمل مدرسة والتى إعتقل والدها البالغ من العمر 75 عاما , والذى يعانى من مرض صدرى مزمن فضلاٍ عن إصابته بالكبد ، قد أكدت أن حاله والدها الصحية إزدات سوءاً بعد دخول السجن وعلى الرغم من ذلك فإن إدارة السجن ترفض إدخال له الدواء وجهاز التنفس الخاص به .
وهناك العديد من القصص التي تجسد مأساة صحية يعيشها المعتقلين السياسين داخل سجون الانقلاب المصرية بممارسات غير إنسانية وعقاب جماعي يصل إلى حد حرمان المرضى منهم من العلاج تتنوع إصاباتهم مابين أمراض القلب والكبد والرئة , فضلاٍ عن المعاقين ومبتورى الأيدى ومستخدمى الكراسى المتحركة، مما أدى لوفاة العديد من المعتقلين داخل السجن جراء تلك الممارسات الغير انسانية.
